21‏/12‏/2015

تبسيط الشعر العربي للناشئة .. هو أنا اللي مجنون والا انتم؟!


"إذا كنت قد وصلت إلى هنا من خلال بحثك عن كلمات "الشعر العربي" فاعلم - رعاك الله- إنك مش ح تنبسط هنا"
--

في يوم ما، قبل ثلاث سنوات أو أكثر، كنت أردد مع نفسي قول الشاعر حافظ إبراهيم على لسان مصر، في قصيدته "مصر تتحدث عن نفسها" ..
"ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً"
ومش عارف ليه نط في دماغي تعبير "اللي ييجي ع الولايا ما يكسبش" .. وبدأت أتخيل "مصر تتحدث عن نفسها" بالبلدي، أو بلغتنا اليوم، فبتقول "كشفت راسي واتجهت" .. "إلهي ما يكسب ولا يربح اللي ييجي عليّ""يقعد له ف عينه وعافيته قادر يا كريم".


كتبتها على الفيس بوك، وما أخدتش وقت كتير عشان أفكر في قالب أنشرها فيه .. "سلسلة تبسيط الشعرالعربي للناشئة" ..
الموضوع لم يكن "تبسيط" ولا "سلسلة" .. حتى أن أول حلقة من السلسلة دي تم نشرها بدون ترقيم، كانت مجرد فكرة "طقة" أو "تهريج" قصدت منه المفارقة، زي بالضبط ما بتريق على أغاني "أنغام" اللي بعشقها (الأغاني).
لكن كانت المفجأة الحقيقية هي ردود الأفعال المعجبة والمشجعة:
- دا الناشئة هيتهنوا وربنا.
- دا احنا ماكناش بناخد شعر فى المدارس لازم يغيروا المناهج J
- حلوة قوي ..
- كمل ..
- استمر ..
- أهو هو ده الشرح اللي يثبت في الدماغ، مش الدكاترة اللى كان شرحهم أصعب من الأبيات!!
- مفيش حاجة للمتنبي؟

لو كان الموضوع وقف عند كده كانت هانت، لكنهم ذهبوا مذهبا عظيما .. وبدأت الاقتراحات اللي تودي في دهية:


- لازم تعمل لها صفحة
- يا أحمد انت لازم تجمع السلسلة دي وتنزلها في كتاب أفادك الله، ومش بهزر في موضوع الكتاب وأنا هاشتريه لأني متابع السلسلة جداً.
- السلسلة دي تنفع أوي برنامج تلفزيوني.

يخرب بيوتكم !! والبيوت اللي جنب بيوتكم J ما هو يا أنتم مجانين يا انا اللي مجنون.

المشكلة إن التعليقات دي كانت من فنانين، وشعراء وأساتذة جامعة.
كله بقى كوم وصديقي الشاعر والكاتب الصحفي محمد طلبة كوم تاني:

"أحمد سلسلة تبسيط الشعر دي حلوة .. ممكن تنشرها"
ولما كان يلاقي حلقة قلشت والا حاجة كان بيقوم بدور الديسك مان ويقول لي "ركززززززززز .. اتقل".

المهم .. تمر الأيام، وأنسى .. وأنشغل ..
ويتكرر الموقف بعد 3 سنوات، وأقف أمام بيت شعر لعمرو بن كلثوم، فأتذكر السلسلة، ولكن هناك فارق زمني ليس بالقليل. فنحن اليوم في زمن "أولاد سليم اللبانين" اللي أنا شخصيا بأعتبرهم امتداد لمدرسة شعراء "المهجر" .. فهم كفيلين بإننا كلنا نهاجر ونسيب لهم البلد همه والسبكي.
فكانت الحلقة الأحدث من السلسلة، بعد انقطاع دام سنوات، ووافقت –لاجل البخت- "اليوم العالمي للغة العربية"

يقول عمرو بن كلثوم:
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا... فَنَجْهَـل فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

المعنى:
هنتعامل ويتعامل .. طلّع سلاحك متكامل
هتعورني هعورك .. ونبوظ لك منظرك

وتعود التعليقات المشجعة وتتأكد، وينشرها الصديق محمد طلبة فتكتسب صفحتى متابعين جدد (فتحت لهم "الفولو" مخصوص والله J ) وأصبحت هناك تعليقات وشير "وسكرين شوتس" .. تخيل؟! آه وربنا "سكرين شوتس".

لا والأروع من كده، انتشرت دعوتي بين القبائل، وانهالت المشاركات على صفحتي من الأصدقاء .. وكله بقى "بيبسّط" الشعر العربي .. دي باينها ح تبقى ليلة فل.
شكلي ح أصدّق يا اولاد اللذينه J

المهم .. رجعت لكل الحلقات القديمة، ومشاركات الأصدقاء اللي تبنوا الفكرة، وظبطت الهاشتاج، وجمعتها لكم هنا، مش عشان أنا مصدق إنها حاجة جامدة، ولا عشان بفكر أتجنن وأجمعهم في كتاب، لكن نزولا على رغبة اللي طلبوا يشوفوا الحلقات السابقة، وعشان أنا مؤمن إني لو رسمت بسمة على شفاه أي منكم فده إنجاز كبير في هذا الزمن.

بس بجد .. وبعيدا عن محاولة إضفاء قيمة على الموضوع، لا يخلو الأمر من إفادة (غير مقصودة بالتأكيد) يكفي إن البعض يقرأ الأبيات المختارة لأول مرة، وساعات بنناقش معناها، أو نعرف المناسبة اللي اتقالت فيها. وأحيانا أفاجأ بمن بحث واستخرج أبياتا أخرى ليرد على بها. فنتبارى ونضحك.

عاوزك وانت بتقرا الحاجات دي وبتبتسم (لو قدر لها أن تجعلك تبتسم) أو وانت بتقول (إيه الاستظراف ده؟) إنك ما تاخدش الموضوع جد قوي، لا إلى اقصى اليمين، ولا إلى أقصى اليسار.

فلا تصدق إنه "تبسيط" للشعر بجد و"للناشئة" ولا تعتبرني  جزءا من نظرية المؤامرة على اللغة العربية والتراث العربي، وتحطني أنا والشوباشي في خندق واحد.

الموضوع ما زال في رأيي لا يعدو  -بتعبيرات اليوم- "هرتلة" أو "هرى" أو "قلش" لكن مش رخيص. مجرد لقطة بتنط في دماغي في لحظة، وبلاقيني بكتبها على الفيس بوك، بدافع بعض الفراغ، أو قليل من الملل، أو كإجابة على سؤال "مارك" السخيف:
What’s on your mind?

مجرد مفارقة ربما حد فينا يطلع منها بمعنى جديد، أو بفكرة، أو بابتسامة.

مفارقة بين لغة اليوم ولغة الأمس .. الأمس القريب أو البعيد حبتين، والمفارقة الأكبر إن "الأبيات" و"التبسيط المزعوم" الاتنين محسوبين على "الفن" .. كل في زمانه.

أسيبكم مع السلسلة، واللي عنده "ناشئة" يدخلهم جوه .. مش ناقصة لعب في الدماغ J















هناك تعليق واحد:

  1. هي الدنيا دلوقتي مش محتاجة اكتر من الجنان دا يااحمد ... كمل كمل واحنا وراك :)

    ردحذف